جراحة تمدد أو انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي
تحدث العديد من حالات أمراض القلب والأوعية الدموية الطارئة في صمت. من ضمن تلك الحالات، تمدد الأوعية الدموية أو انسلاخ الشريان الأورطي. تظهر هذه الأحداث التي قد تهدد الحياة داخل أكبر شريان في الجسم، وهو الشريان الأورطي، وتتطلب تدخلًا سريعًا ودقيقًا. مع استمرار تقدم الطب، تطورت العلاجات والتقنيات الجراحية المتاحة مثل جراحة تمدد أو انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي مع الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله رئيس قسم جراحة القلب بمستشفى كوبري القبة العسكري، استشاري جراحات القلب وجراحة الشرايين التاجية وجراحة القلب النابض وصمامات القلب؛ مما يوفر الأمل والنتائج المثالية لأولئك الذين يواجهون شبح أمراض الشريان الأورطي المخيف.
الشريان الأورطي:
● يُطلق على الشريان الرئيسي في الجسم اسم الشريان الأورطي أو الشريان الأبهري. يحمل الشريان الأورطي الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى بقية الجسم والدماغ. يمكن أن تكون أمراض الشريان الأورطي خطيرة للغاية وقد تكون مهددة للحياة.
● يمتد الشريان الأورطي عبر جسم الإنسان، من البطين الأيسر للقلب، وهي حجرته الرئيسية للضخ، متجهًا نحو الأعلى عبر الجزء الأمامي من الصدر، ثم يتقوس إلى الخلف تحت قاعدة العنق. ينحدر بعد ذلك إلى الأسفل على طول الجزء الأمامي من العمود الفقري، حيث ينشق إلى قسمين: الشريان الأورطي الصدري والشريان الأورطي البطني، قبل أن يتفرع إلى شريانين آخرين تحت السرة، يُعرفان بالشريان الحرقفي المشترك الأيمن والأيسر.
● يتكون جدار الشريان الأبهر من ثلاث طبقات من الأنسجة: طبقة داخلية (البطانة)، طبقة وسطى، وطبقة خارجية.
أمراض الشريان الأورطي:
تعد أمراض الشريان الأورطي خطيرة ومتعددة. تتمثل بعض أمراض الشريان الأورطي في:
1. تمدد الشريان الأورطي:
● تمدد الأوعية الدموية الأبهرية هو انتفاخ - مثل الفقاعة أو البالون - في منطقة ضعيفة من جدار الشريان الأبهر أو عبر جزء كامل من الشريان الأورطي. يمكن أن يؤدي تمدد الأوعية الدموية الأبهرية إلى تمزق أو تسلخ الشريان الأبهر.
● تُعرف أنواع تمدد الأوعية الدموية الأبهرية وفقًا لمكان حدوثها. المكان الأكثر شيوعًا هو منطقة البطن، ويسمى تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني. وفي حالات أخرى، يمكن أن يحدث تمدد الأوعية الدموية في الصدر، ويسمى تمدد الشريان الأورطي الصدري.
أسباب حدوث تمدد الشريان الأورطي:
● تمدد الشريان الأبهري يحدث عندما يصبح الجدار الشرياني ضعيفًا أو غير قادر على التمدد بشكل طبيعي بفعل ضغط الدم الذي يضخه القلب إلى الشريان الأورطي. عادةً ما يستعيد الشريان شكله الأصلي بعد مرور الدم، لكن عندما يتمدد بشكل غير طبيعي، فإنه لا يستعيد هيكله الأصلي.
● لا يوجد سبب محدد للإصابة بتمدد الشريان الأورطي، ولكن عوامل الخطر تشمل: العمر المتقدم، ارتفاع ضغط الدم، التدخين، تصلب الشرايين، تاريخ عائلي بالمرض، والحالات الوراثية مثل متلازمة مارفان.
أعراض تمدد الشريان الأورطي:
في معظم الحالات، لا توجد أعراض ملحوظة ومعظم الأشخاص الذين يعانون من تمدد الأوعية الدموية، لن يكونوا على دراية بإصابتهم بتمدد الأوعية الدموية. مع ذلك، إذا أصبح تمدد الأوعية الدموية كبيرًا يمكن أن يسبب:
● الشعور بنبض في المعدة.
● ألم في المعدة.
● ألم مستمر في الظهر.
● قد يحدث انفجار الأوعية الدموية الكبيرة ونتيجة لذلك يحدث نزيف داخلي. قد يسبب النزيف الداخلي أعراض مثل: ألم شديد مفاجئ في البطن أو الظهر أو منطقة أسفل الظهر، الإحساس بالبرودة والتعرق والإغماء، وهذه حالة طبية طارئة تتطلب التدخل السريع.
2. انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي:
● انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي هو تمزق في الطبقة الداخلية للشريان الأورطي؛ مما يسمح للدم بالدخول إلى طبقتي الشريان، الداخلية والوسطى، فيفصل بينهما. هذا التمزق عادةً ما يمتد على طول الشريان الأورطي، وقد يمتد أيضًا إلى الأوعية الفرعية التي تنشأ منه.
● مع تدفق الدم المنفصل بين طبقات أنسجة الشريان الأورطي، قد يتباطأ أو يتوقف تدفق الدم الطبيعي إلى أجزاء من الجسم، أو قد يتمزق الشريان الأورطي بالكامل. يُعد تسلخ الأبهر حالة تهدد الحياة ويمكن أن تسبب الموت المفاجئ إذا لم تُكتشف وتعالج بسرعة.
● تسلخ الأورطي ينقسم إلى نوعين حسب الموقع المتضرر من الشريان الأورطي: حيث يتسبب النوع (أ) في تمزق الشريان الأورطي الموجود في القلب وقد يمتد إلى الأورطي الصاعد، بينما ينطوي النوع (ب) على تمزق الأورطي النازل في الجزء السفلي فقط، ويمكن أن يمتد إلى منطقة البطن.
أسباب انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي:
● يحدث تسلخ الأبهر بسبب وجود تشقق كامن وبطيء للخلايا التي تشكل جدران الشريان الأبهر. من المحتمل أن يكون هذا الشرخ قد استمر بصمت سنوات عدة قبل أن تنهار المنطقة الضعيفة من جدار الأبهر، أو قد يحدث الانهيار على نحو مفاجئ.
● يضعف جدار الشريان الأبهر لدى بعض الأشخاص بسبب عوامل وراثية أو ارتفاع ضغط الدم المستمر؛ مما يزيد من خطر تمزقه وتسلخه، خاصةً في منطقة الشريان الأبهر الصاعد الأقرب إلى القلب حيث الضغط الأعلى. كما يمكن للحالات التي تضعف جدار الشريان الأورطي، مثل تمدد الأوعية الدموية، أن تزيد من احتمالية الإصابة بتسلخ الشريان الأورطي أيضًا.
أعراض انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي:
● ألم مفاجئ وشديد عبر الصدر، وغالبًا ما يشعر به المريض في الظهر أو بين لوحي الكتف.
● ضيق التنفس.
● الإغماء أو الدوار.
● انخفاض ضغط الدم.
● أصوات قلب مكتومة.
● نبض ضعيف سريع.
● تعرق شديد.
علاج تمدد أو انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي:
تختلف اختيارات العلاج حسب الحالة. ينقسم العلاج إلى جراحة تمدد أو انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي وعلاج غير جراحي:
1. علاج غير الجراحي:
• في حالة تمدد الشريان الأورطي: يعتمد العلاج على حجمه وموقعه، ويُعالج بناءً على الخطر الذي يمثله. في حالة التمدد الصغير الحجم أقل من 5.5 سم تقريبًا، قد يستجيب لتغيير نمط الحياة الصحي، الذي يهدف إلى تباطؤ نمو التمدد وتقليل خطر التمزق أو التسلخ. قد يعالج الطبيب الظروف الطبية الأخرى التي تزيد من خطر التمزق، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب التاجية، أمراض الكلى المزمنة، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
• في حالة انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي: تكون حالات التسلخ من النوع (أ) أكثر خطورة وتتطلب غالبًا تدخلًا جراحيًا فوريًا نظرًا لقربها من القلب، بينما يمكن في البداية التعامل مع حالات التسلخ من النوع (ب) دوائيًا ما لم تظهر مضاعفات تستلزم التدخل الجراحي. غالبًا ما ينطوي العلاج غير الجراحي على أدوية للتحكم في ضغط الدم.
2.جراحة تمدد أو انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي:
اعتمادًا على حجم تمدد الشريان الأورطي أو مدى سرعة نموه، من المرجح إجراء جراحة لإصلاحه. قد يتطلب انسلاخ أو شرخ تمدد الشريان الأورطي جراحة طارئة أيضًا.
1. في حالة الإصابة بتمدد الشريان الأورطي، فهناك خطر أن يبدأ في التسريب أو حتى الانفجار. كلما زاد حجم تمدد الأوعية الدموية، زاد خطر تمزقها. إذا زاد حجمه عن 5.5 سم تقريبًا فقد تحتاج إلى إجراء عملية جراحية لمنعه من الانفجار. ومن الإجراءات الجراحية:
• الإصلاح الجراحي المفتوح: هو أكثر أنواع الجراحة شيوعًا. يقوم الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله أولًا بعمل قطع في منطقة المعدة أو الصدر، حسب موقع تمدد الأوعية الدموية. ثم يُزال تمدد الأوعية الدموية ويتم خياطة طُعم أو دعامة في مكانه. ويكون هذا الطعم عادةً عبارة عن أنبوب مصنوع من البوليستر المقاوم للتسرب. من المرجح الخضوع لهذا الإجراء إذا كان تمدد الأوعية الدموية في الصدر.
• إصلاح تمدد الأوعية الدموية داخل الأوعية الدموية (EVAR): جراحة داخل الأوعية الدموية، وهي إجراء طفيف التوغل لإصلاح تمدد الشريان الأورطي. أثناء الإجراء، تُستخدم قسطرة (أنبوب رفيع) لإدخال طُعم لتقوية الشريان أو إصلاحه.
2. في حالة انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي، فيكون التدخل حسب نوع الانسلاخ ففي حالة:
• تسلخ الشريان الأبهر من النوع (أ): حيث يبدأ التسلخ في الشريان الأبهر الصاعد، أقرب إلى القلب؛ مما يهدد الحياة على الفور بسبب خطر التأثير على الصمام الأبهري والشرايين التاجية. هذا النوع يتطلب جراحة طارئة مفتوحة للصدر لإصلاح أو استبدال الجزء المصاب من الشريان الأبهر. تشمل الجراحة الشريان الأورطي الصاعد، وتمتد أحيانًا إلى قوس الأبهر والصمام الأورطي. يستأصل الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله أكبر قدر ممكن من الشريان الأبهر المصاب لمنع تسرب الدم إلى جدار الشريان الأورطي. يُستخدم أنبوب صناعي (طُعم) لإعادة بناء الشريان الأورطي. إذا كان الصمام الأبهري يسرب نتيجة للشريان الأبهر التالف، فقد يُستبدل في الوقت نفسه. يُوضع الصمام الجديد أيضًا داخل الطعم.
• تسلخ الأبهر من النوع (ب): يبدأ في الشريان الأورطي النازل خلف قوس الشريان الأورطي، بعيدًا عن القلب. لا يشمل عادةً الشريان الأورطي الصاعد أو الصمام الأورطي مباشرةً. يتطلب تسلخ الأبهر من النوع (ب) جراحة طارئة إذا كان التسلخ يقطع تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية بما في ذلك الكلى أو الأمعاء أو الساقين أو حتى الحبل الشوكي.
تعد جراحة تمدد أو انسلاخ أو شرخ الشريان الأورطي تدخلًا جراحيًا بالغ الأهمية يمكن أن ينقذ الأرواح. إن خبرة الأستاذ الدكتور أحمد عبدالله استشاري جراحات القلب، تضمن لك التشخيص السريع واستخدام التقنيات الجراحية المتقدمة في التعامل مع هذه الحالات المعقدة. لا تتردد في الحصول على استشارتك الآن.